“بِلسَان وْلادِك نادي… هوشَعنا الرَّب الفادي”

 

“بِلسَان وْلادِك نادي… هوشَعنا الرَّب الفادي”

 

“حَمَلُوا سُعُفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّب”… هكذا كان يوم “أحد الشعانين” في “وقف سيّدة العناية بِتَوْليَة البطريرك الماروني” في أدونيس – جبيل… ترانيمٌ صَدَحت على أفواه الأطفال، شموعٌ أضيئت وصلواتٌ رُفعت من قلوب خافقة، عَبَقاتُ بخورٍ تماهَت مع هبّات النسيم التي لفّت مسار التطواف، سُعُفُ نخلٍ تماوَجَت لتحيّي  الرّب يسوع الذي أتى في ذلك اليوم في “سرّ القربان” المحمول على شعاعه الذهبيّ…

مئات من المؤمنين قصدت مقام “وقفيّة سيّدة العناية” في ذلك اليوم، عائلات وأطفال، مسنّون ومسنّات، شبان وشابات، ناهز عددهم الخمسمئة، حتى غصّت بهم كنيسة مار أنطونيوس الكبير في الوقفيّة، حيث أقيمت الذبيحة الإلهيّة، فتوزّع العدد الباقي على ساحات الوقفيّة العديدة ليتابع وقائع القداس على شاشات عملاقة نُصبت في أماكن عدة تولّى فريق “وحدة التواصل” التابع للوقفيّة البث المباشر عليها وعبر الموقع الإلكتروني لـ”وقف سيّدة العناية بِتَوْليَة البطريرك”، بتقنيات حديثة وأساليب متطوّرة.

وفيما خدم عدد من أطفال “مبنى الطفل يسوع” المذبح، خدمت “جوقة الأطفال” الخاصة بالوقفيّة والتي تضمّ أطفالاً من “بيت الطفل يسوع”، وقائع القداس ترنيماً وعزفاً عالي المستوى من الحِرفيّة، وصدحت أصواتهم الخاشعة في أرجاء الوقفيّة، ممزوجة بفرح الأطفال الصادق، فحرّكت قلوب المؤمنين إيماناً وتضرّعاً قبل أن تُمتع آذانهم الصاغية بصمتٍ نابعٍ من الهيبة والانجذاب لأصوات المؤدّين.

                                          

وبعد رتبة المناولة، انطلق تطوافٌ مهيب بالقربان المقدّس، أحاطه من الجانبين أطفال “مبنى الطفل يسوع” حاملين سُعُف النخل وسِلال أغصان الزيتون، مع عدد من مدرّبيهم الذين حملوا والمؤمنون كافة شموعاً خاصة بالعيد كُتب عليها بأحرفٍ من الشمع “هوشعنا” مع مشاعل ورقيّة حملت صوَراً خاصة بالشعانين.

                                                                

وسار التطواف من الكنيسة في اتجاه ساحة “قلب يسوع ثم “حرج مار جرجس”، مروراً بدرج من الحجر الرخامي شُيّد حديثاً بين مزاريْن لـ”الرحمة الإلهية” و”القديسة تقلا” وصولاً إلى كنيسة مار أنطونيوس الكبير.

وعزف أعضاء “الفرقة الموسيقيّة” الخاصة بالوقفيّة، ترانيم للسيّد المسيح وهم يسيرون خلف القربان الأقدس طوال فترة التطواف حتى العودة إلى الكنيسة.

                          

… تحضيرات جبّارة سبقت الاحتفال بالعيد، حتى أصبحت الوقفيّة أشبه بخليّة نحل عملت ليلاً ونهاراً على تزيين ساحات “وقفيّة سيّدة العناية” بسُعُف النخل وكنيسة مار أنطونيوس الكبير ومذبحها ومداخلها بأغصان النخل والزيتون.

ولم تقتصر تلك التحضيرات على الزينة فقط، بل ترافقت مع تمارين “جوقة الأطفال” الذين أمضوا ساعات طويلة في جولات تدريبيّة على التراتيل الخاصة بالعيد، ترنيماً وعزفاً، وأثمرت في قداس عيد الشعانين أداءً مميزاً في الترنيم وجودة عالية في العزف على مختلف الآلات الموسيقيّة الخاصة بهم.

أما المأكولات فكانت لها تحضيراتها الخاصة قام بها فريق من الشابات والشبّان من أبناء الوقفيّة الذين تطوّعوا لإعداد أطباق متعدّدة تذوّقها عددٌ كبير من المشاركين في القداس في قاعة الطعام التابعة لمبنى “الطفل يسوع”، قبيل مغادرتهم “وقفيّة سيّدة العناية” على أن يعودوا إليها للمشاركة في احتفالات أسبوع الآلام … حتى القيامة المجيدة.

* * *

المصدر: “وحدة التواصل” –  “وقف سيّدة العناية بِتَوْليَة البطريرك الماروني” أدونيس – جبيل

التاريخ: 15 نيسان 2019

 

2020-01-24T22:20:41+00:00