Loading Events
This event has passed.

ولد هذا البار سنة 390 في قرية سبيسان على حدود سوريا وكيليكية, كان يرعى غنم ابيه. ومنذ حداثته كان رصيناً هادئاً متعشقاً الفضيلة ولا سيما الطهارة. بعد وفاة والديه زهد في الدنيا وترك ثروته لاخوته وللفقراء ودخل ديراً في تولادا عاكفاً على درس الحياة النسكية وممارستها بكل دقة ونشاط. وبعدها أوحى اليه بأن يقيم فوق عمود ليمارس فوقه الصلوات والاماتات، معرضاً لحر الصيف وبرد الشتاء.

ويروى ان النساك حملوا رئيسه ان يمتحن طاعته فأمره بالنزول عن عموده. فما كان من سمعان الا ان امتثل للامر. فازدادوا احتراماً له واعجاباً بقداسته.

عاش سمعان على عموده ثلاثين سنة، على طريقته المستغربة التي تحار فيها العقول، ولولا المستندات التاريخية التي تؤيدها ولا سيما ما كتبه عنه المؤرخ الشهير تاودوريطس المعاصر له وغيره من الكتبة التقاة لما كنا نصدق تاريخ حياته العجيب. ورقد هذا المجاهد العظيم في الثاني من ايلول عام 459، وله من العمر 69 سنة. ونقل جثمانه الطاهر الى مدينة انطاكية بموكب حافل مشت فيه الجماهير مع الاساقفة والاكليروس وكوكبة من العساكر الملوكية، ودفن في الكنيسة.

وقد أجرى الله على يده في حياته وبعد مماته عجائب لا تحصى وبقي عموده يفوح برائحة عطرة مدة طويلة وأصبح مزاراً شهيراً حيث بنى الرهبان ديراً وكنيسة فخمة. صلاته معنا. آمين.

وذُكر انه هو الذي أرسَلَ الى قرى شمالي لبنان، وكانت وحوشٌ تفترس أهلها، من عمَّدَهم، وأمرهم أن يرسموا سبعة صلبان حول كل قرية، فنجوا. وكانوا هم من الموارنة الأوائل المقيمين الأصليين في لبنان.

نقلا عن السكنسار بحسب الكنيسة الانطاكية المارونية